بروح الانتفاضة نفث "الصعاليك" أغنيتهم "حراك"، ليعلو صوتهم بدعوات الانضمام للانتفاضة الثالثة التي فجرها أقرانهم ممن ولدوا في واقع اتفاقية أوسلوا وما انتجته من خنوع واستسلام، ولتبدأ الثورة بعمليات طعن فدائية، ويكمل الصعاليك الحشد بالغناء "روح تثلم هات السكين من الخزانة".
فرقة الصعاليك الشبابية، الضفاوية – المقدسية، ولدت قبل ثلاثة أعوام، لتنتج أربعة أغاني هيب هوب، إحداها "حلقة" والتي تزامنت صدفة مع انطلاق الانتفاضة الثالثة وهي تتحدث عن ولادة المقاوم، والثانية وهي "حراك" والتي انتجت بعد انطلاق الانتفاضة، ليعكس أعضاء الفرقة الذين لم يتجاوز أكبرهم (25 عاما)، حس الشباب الفلسطيني بواقعه، غضبه عليه، وقدرته على قيادة ثورة لتغيره.
وقد تقف كثيرا أمام اسم الفرقة، ولكن احذر أن تحتقر "الصعاليك"، فاسمهم لا يعكس معناه اللغوي بالإنسان الفقر الذي لا يملك مالا يساعده على العيش، وليس بقطاع الطرق الذين يقومون بعمليات من النهب والسلب. وإنما تلك المجموعة من الرجال الأحرار الذين يرفضون أن يخضعوا لأي سلطة، ويستقون كلماتهم بدقة وينظمون قصائد ترسم واقعهم، تنتقده بجرأة، وتدعو لاستعادة الحق بالقوة.
وهذا ما تمثلت به أغنية "حراك" حيث يفجر السلوادي في مطلع الأغنية كلماته معلنا نضوج ثمار بيت الثورة ووجوب استخدام البندقية التي تغزل بها "بالسمرة"، مؤكدا أنها والمولوتوف من سيضيئان الليل، في حين سينتهي "الحل السلمي" وستستعيد بارودة المقاوم حرية وكرامة شعب تلاعبت بها الاتفاقيات الموقعة في المفاوضات السابقة بين الاحتلال والسلطة.
ويحذر السلوادي من غضبه المدفون وما يمارس عليه من سياسات سيدحض أهدافها المستقبل وستنقلب على محتل بثورة تربت على مهل، ففكرة الحرية والأمل بالوصول إلها لا تموتان.
فيما أكدت "اللازمة" وهي المقطع المكرر في الأغنية على أن نيل الحرية بحاجة لتضحيات، مشيرة لارتفاع أعداد الشهداء في سبيلها.
وفي المقطع الثاني من "حراك" يسرد عزرائيل أهم معالم الانتفاضة الثالثة مستذكرا بدأ الانتفاضة الثانية، والتي ما زالت عالقة بأذهان المعظم بصورة تصدي الشهيد فارس للدبابة.
ويكمل عزرائيل بوصف المتظاهرين الذين يتصدون بالحجارة لرصاص وقنابل جنود الاحتلال واصفهم بـ"الحثالة"، مناديا للانتقام للشهداء الذين اغتالهم الاحتلال "روح تثلم هات السكين من الخزانة... مش خايفه بهيك دنيا ما ضل روح ليش بالدار يضلو"
ويختم عزرائيل مقطعه
لما تحلل قتلي أكيد حستلذ بقتلك ... شهدانا في الجنة وقتلاكم في جهنم
عشان هيك بتشوفش بعيني خوف ... بنزل بايع كل هالدنيا بدور عالموت
ويكمل صالح مؤكدا ما تتركه الانتفاضة من أثر على الاحتلال ومجتمعه، وخاصة الحجر الذي يخلق حالة من التوتر والخوف في أبرز نقاط التماس مع جنود الاحتلال والمستوطنين.
ويتابع صالح مثنيا على دور"ابن المخيم" المستمر في بث الرعب بقلب الاحتلال، كإشارة إلى أن تمسك ذلك اللاجئ بمخيمه يرعب الاحتلال من عودته لأرضه المسلوبة في أي وقت، وخاصة أن سلاحه يفشل في اصطياده في كل مرة يجتاز بها جداره وسياجه الفاصل.
ويختم صالح مقطعه مشيرا إلى المقدسيين المحتجزين داخل جدار الفصل العنصري منذ سنوات، والذين يمارس الاحتلال عليهم سلسلة من السياسات القمعية والتعسفية، والتي قادت لانفجارهم وبدأهم بتنفيذ العمليات الفدائية والتي وضعت حد لانتهاكات المستوطنين في ما يسمى بعيد العرش اليهودي.
فيما يختم عروة أغنية "حراك" بدعوة الفلسطينيين برفض الخضوع والاستسلام والاحتلال حتى لو كان على حساب حياتهم، منتقدا تخاذل السلطة وتقاعسها تجاه الشعب الفلسطيني وخاصة المقدسي.
ويقول عروة، "في القدس في كفن في شب حسن لحالو سكر شارع في اعتقال بالليل وبين الزقق جدعان بتدافع بين جموع جيش كيس خيش مصغر عالوجوه" كإشارة لما يمارسه الاحتلال من قتل واعتقال في قمع المقدسيين اليقظين دائما لصد أي اعتداء"
ويتابع، "حامي اولاد الحارات حاوية بريحة عطر بتفوح"، لافتا إلى أن حاويات القمامة إحدى الوسائل التي يستخدمها الشبان خلال المواجهات رغم رائحتها ليحتموا من رصاص الاحتلال.
لينهي مؤكدا على أن مطالب الفلسطينيين من انتفاضتهم كانت وما زالت، الحرية والعودة لأراضيهم المسلوبة عام 1948.
"انا العريس بين النجوم والقمر طالب ايدي مهري كلبشات سجون وتنيها مفتاح دار سيدي"".
[embed]https://soundcloud.com/sa3aleek/qdqec0htexdr[/embed]